استفتى قلبك

الايام دى باسمع عبارة متكررة; انا ماعنديش حيل اعمل حاجة, ماعنديش نفس, مافياش قوة, مافياش طاقة, ماعنديش مساحة جوايا استقبل اى حاجة زيادة غير اللى انا متبرمج عليها, وكمان اللى متبرمج عليه مش باقدر اعمله..
صحيح الانسان هو عبارة عن روح وطاقة وانه حمول وطول ماهو عايش بيمر باحداث كتيرة فى يوميته, زمان ضغوط الحياة بسيطة مع انها كانت ضغوط برضه, لكن عشان الناس كانت قليلة, والاحداث كانت اقل, والتكنولوجيا ما كانتش بالتطور اللى احنا عايشين فيه, كانت المسؤليات: مسؤليات ذهنية وبدنية ونفسية وعاطفية, فكان التعامل مع الجسم هو بيظبط نفسه, هو بيعمل توازن لكل حاجة بيمر بيها.. اه حتى لو زعل بياخد له كام يوم ويرجع تانى, ولو فرح يبقى الفرحة بتتحول لطاقة, لو عنده مسؤلية بيوظفها وبيعرف ازاى يحطها فى مكانها وتوقيتها يناسب له, كان دايما عارف ازاى يعمل تزبيط و انه يتعايش فى حياته..
طبعا مع التطور اللى حصل بقى صعب جدا انه يوصل للصفاء النفسى او اللى هو يقدر يبقى بينه وبين نفسه هارمونى وانه يعرف يظبط نفسه, لان الامور خرجت عن ايده
ضغوط الحياة بقى مادى, وتكنولوجيا بيتطور بسرعة رهيبة, ناس قادرة انها تتعايش وتتعامل معاها, وناس تانية مش قادرة خالص, الجيل اللى طالع او الجيل الحالى هو اللى قادر يتفهم هذه النوعية من الحياة, لانه مايعرفش غير الحياه دى وماحدش بيحاول يوجهه او حتى يحكى الحياة الحقيقية الحياه زمان, وان تعامل الجسم والعقل وتوازنه مع بعض للاسف الشديد الجهد بتاعك قل وقوه تحملك قل, عشان بطلنا نتعامل بيه بطلنا نعيش بيه بطلنا نعمل حاجات كتيرة اوى..
التكنولوجيا والانترنت والسوشيال ميديا والحاجات دى كلها قتلت فينا الحاجات الجميلة, قتلت فينا الانسانية, قتلت فينا التعامل, قتلت فينا المسؤولية, قتلت فينا الحب, قتلت فينا الحميمية اللى كان البنى ادم بيتعامل بيها مع الصغير ومع الكبير ومع البعيد ومع القريب ومع الجار ومع الشارع وفى تعاملاتك
دلوقتى البنى ادم بقى عنده جمود فى تعاملاته, كل حاجة بقت بالنسبه له ماتفرقش, ومش مهتم بيها فيه زيها زى 100 حاجة حواليه, حتى العلاقات بقت علاقات سطحية مفيهاش اى نوع من العمق مش اكتر من الوقت اللى انت بتبقى موجود فيه وبس, اول ماتطلع بره المكان او انك تخرج بره المحيط ده انت مش موجود, مفيش حاجة بتبقى لها جذور وعمق او ارتباط او ذكرى
ايه دلوقتى بقى ليه ذكرى مفيش حاجة لها ذكرى, حياتك كلها بقت مليانه تناقضات بتحاول بتحمى نفسك منها, حتى فى عيشتك ومعالم منطقتك بقت حاجة تانية ماتسابش منها ذكرى, انت بتعيش على ذكرى فى خيالك عشان انت من الزمن ده, انما مفيش حد من الزمن اللى عايشينه او الجيل اللى موجود عارف يعنى ايه ذكرى، عارف يعنى كان عندنا حاجة حلوة او كان كان عندنا تراث او كان فيه حياه وتعامل مع بنى ادمين كويسين او فيه عيشة احسن ..
والغريب ان فيه بعض اجيال لسه عايشة على ذكرى, هى طبعا الاجيال الاكبر سن, انما فيه ناس تانية مش متواجدةراحت وراحت معاها ذكراها وخبرتها..
ده غير انك لما بتتكلم فى الموضوع ده بتلاقى اللى قدامك بيشوفك كانك بتتكلم لغة تانية, مفيش حد بيتوافق معاك فى الفكر ولا فى الفهم, بيعتبروا ان انت حاجة تقليدية, او انك بنى ادم قديم مع ان القديم هو اللى الاصول, هو الصح هو الغلط, هو المفروض.. ولو قلت ده يقولوا لك ايه هو الصح وايه هو الغلط وايه هو المفروض, ده المفروض فى نظر اللى الموجود دلوقتى هو الموجود لكن هوا ده مش ده الصح للأسف!!
مبادئ بنى الافكار بقى يعتمد على تعامل سطحى, يعتمد على تحاليل مواضيع بيجيبوها من دراسات من الانترنت, وبيتناسوا ان الخبرات وان الظروف اللى بيعدى بيها البنى ادم دى مش ببلاش وان تحاليل المواضيع دى احيانا مجرده من تفاعلات وردود أفعال وماهو الا نقط عمليه!
البنى ادم عدى بحاجات كتيرة جدا, كل الاقاويل اللى بتتقال والامثلة دى لها جذور ومعنى من الحياة
انت النهاردة بتعيش من على سطحيه علاقة او على سطحيه موضوع او سطحيه شغل, حتى الشغل!!
الشغل بالنسبة لك بقى مادة فى الاخر, مش حياة, كان زمان الشغل ده انت بتتعامل و بتعمل منه اصحاب وبتعمل منه دراسة بتاخد خبره وبتفهم وبتتعلم وحاجات كتيرة اوى, دلوقتى انت بتدخل كانك انت اللى فاهم كل حاجة, وانت اللى حتعمل كل حاجة, وانت صاحب المشروع او انت اللى حتبقى مهيمن فى المكان اللى انت فيه وبتلغى اصلا مصداقية اللى موجود والاصول فى شغلك بطلباتك ومطلباتك.
صعب اوى ان البنى ادم يكون فى حالة من عدم الاتزان ومراجعه واقع, وانه رافض واقع هو عايش فيه, للاسف لانه مش قادر يتكيف معاه, ولا يتكيف مع معاملة من الناس, ولا يتكيف من اسلوب الحياة ولا يتكيف مع طريقه الفكر السطحى بالنسبة لهم اللى هو ده الفكر العملى الواقعى بوجهه نظرهم
فى مقوله فى الحياة مهمه اوى دايما بيتقال عليه *استفتى قلبك* فين قلبك دلوقتى!! قلبك ده مع اللى قاعد معاك دلوقتى حاليا سواء فى شغلتك او فى حياتك و معاملاتك والا استفتى قلبك على اللى بيخاف عليك اللى بيديلك اللى بيبقى عنده نوع من انواع العطاء اللى اصلا مابقاش موجود ما بين الناس او العطاء الموجود ده مزيف وقتى لمصلحة او بتضييع وقت او بتكملة علاقة او تكملة عشان توصل لهدف سواء شغل او فى مشروع او فى اى شىء
فين المصداقية فى اى حاجة دلوقتى, المصداقية بقت مفقودة, مابقتش بجد, المصداقية بقت مزيفة, عايشة كانها فى فقاعة, اول مابيحصل اى حاجة تك تفرقع وتلاقيها تلاشت ومش موجودة وتدخل على حاجة جديدة..
مفيش حاجة لها اساس كل حاجة مابقلهاش اساس, يومك زى اليوم اللى جاى زى اليوم اللى راح, وهو انت عايشه هوه هو..
اكيد البنى ادم اللى بيحس وعايش حياة صحية سليمة هو اللى حيبقى عنده الاحساس ان انا مش قادر وماعنديش طاقة وتعبت, لان القيم عنده لسه فيها خير, هو اللى قادر يحس ان فيه حاجة غلط, هو اللى قادر يقيم ان اللى حواليه مش مظبوطين, هو اللى قادر يقيم حاجات كتيرة اوى, فبيتعب لانه ماعندوش خلاص بقى مساحة انه يقدر يواكب اللى بيجرى حواليه, فبيبقى حاجة من اتنين يا اما يتباعد او انه ينهار, والاتنين اوحش من بعض
ده غير بقى اللى هو بيكون بيعيش فى وجوه كتيرة جدا عشان يقدر يتعايش مع اى حاجة وده اوحش الناس
فتش جوا نفسك, صحى اللى جواك, خللى احساسك يتعامل ويطغى شوية, او يتوازن مع احتياجاتك او مع فكرك بلاش تلغيه وتموته, عشان ده مهم اوى فى يوم من الايام حايصحى وحاتحتاجه!!
واستفتى قلبك برضه

بواسطة
منى حسن - مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق