بركة الأعمار واذاعة الأفراح

بركة الأعمار وحفظ الأسرار وإذاعة الأفراح ليس صحيحا” أن ما نعيشه اليوم يدعونا الى اليأس ،وليس صحيحا” أن الأجواء محبطة وتلزمنا الحزن والألم.

مهما عظمت يا جائحة تبقين مخلوق مرسل ولا جزع ولا خوف من ارهابك الخشية فقط من الذي أرسلك الينا.

وحده الله يمنحنا الصبر الجميل ويردنا اليه ردا” جميلا ويقضي على كل شر أصاب البشرية جمعاء.

أفشوا السرور وأنثروا العطور وكونوا موزعي الابتسامات ومقدمي المعونات لايزال من محبتك شيء ولن ينقص من رزقك قدر.

نعم الموت من حولنا زاد والمرض عضال والوباء كالوحش الذي شرد من الغاب وفي كل مكان .

ولكن عودة الروح الى مصطلحات يومياتنا والتراحم والتواصل والتعاون والسعي لمد يد العون لأي انسان بات من أولياتنا.
ثقافة جديدة ربضت وللأسف لم ننعم بحدوثها نظرا” لتركيزنا على المصيبة المستحدثة ولتزعزع ثقتنا بأنفسنا وبولاة أمورنا على السواء.

الإنسانية دين نمارسه ونعتنقه كلنا اليوم ولا يكاد امرؤ الا وصقلت نفسه واهتدى الى سريرة دفينه منذ أزمان وهي أن الله مدبر الأمر ومقدر الأرزاق التي لا تحصر فقط بالمال والعقارات والأراضي بل تتعداها الى الأحوال والنفس وأساليب وفحوى وجدان كل انسان.

وعليه فما في نفسي سوف أترجمه قولا” وعملا” وايمانا” وخصوصا” أن الوباء حالة زائلة والحياة مستمرة الى ماشاء الله لها ان تكون وأن الموت ليس نهاية والعيش في الفانية يستحق العناء.

لا تدع الوقت يقطعك اقطع أواصر كل شؤوم وشر وسوء وحاول أن تجنح الى اليمين وتذكر أنك سوف تدعو ان تكون من أهل اليمين ليس مصادفة أن نكتب العربية من اليمين الى اليسار يا أحبائي وليس سرا” أن يكون مرادف العربية منزهة من شائبة واعوجاج وضلال وفسوق .

أبجديتنا شفاؤنا احفظها تحفظك وتسلم من الخطأ وتسير في دروب العطاء.

ولا تسل عن ردات فعل الآخرين ارفع لواء الخير وتأبط محفظة هدايا وكن للأحياء عضد وسند وفي كل البرايا .

اقسم قوتك وتصدق من جيبك وامح انفعالاتك التي من فعل الشياطين وقل في سريرتك أنا انسان بمرتبة القديسين نعم لا بل أعلى ولأنك من ضعفك جعلت غيرك قويا” ومن خذلانك انتصرت على وهن وبلاء فتك بالكثيرين .

ولك مني يا عزيزي كل تقدير وتمكين وجملتين يحملان الحب والود والتراحم وهما محاولتي لرسم الحبور فوق الوجه الكريم ولعزف اليقين في الوتين.

ولنظم قصيدة الحنين على بحر الحب وعلى قوافي السنين.
افتح قلبك لليوم الجديد وتنشق الأوكسجين وازفر كل الجراثيم وسر في يومك تبغي الخير للجميع .

ولا تقف عند نتؤات الأنانية الهدامة ولا يعيقك تصرفات الشاذين ولا تحذر من الوباء ولكن حذار من الشماتة ولو بالأعداء كلنا عيال الله فلا تهزأ بمخلوق وتابع خطواتك المباركة بتؤدة وثبات ودينامكية الأتقياء..

هكذا نكون في ولادة جميلة لكل الأرض ومن عليها وننتظر كلنا الربيع الآت لنلون أيامنا ولتحصل البركة حتى في الأذواق وليفرد الجمال جناحيه وليعم السلام ولتكن الطمأنينة العجيبة سيدة الدنيا ولتكن الراحة دائمة .

فلا حياة مع الفوضى ولا مجال لأي عطاء مع ازياد الكفر وتعاظم الجحود ورواج البدع التي تأخذ كل حي الى الضلال .
تخفيف الثقال ضرورة وانعدام التعب فريضة ولنكن كورقة تحلق في الهواء أو عالقة فوق الأغصان يتفيأ بظلالها ويسكن فيها خفيفة سهلة رائعة سخية….

وكلمتي للعقلاء وللمجانين ولذوي المكرمات ولكل انسان سر عين الله ترعاك .

بواسطة
لطيفة خالد - لبنان
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق