معنى الحرف (لا ) في كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله

كتاب الأسرار الخفية في الإسلام

بقلم الشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسني الحسيني –  مرشد صوفية الصين

(١)تتكون كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله من اربعة وعشرين حرفا، والتي تمثل ظاهريا يوما ، واليوم به أربع وعشرون ساعة  ويمثل الهبوط على الارض من اربع والعشرين نقطة عند السجود (الجبهة وطرف الانف و الركبتان  وعشرة أصابع اليد وعشرة اصابع القدم ) وباطنها كل انواع المعتقدات البشرية والاديان المختلفة وجميع الانظمة الدينية الموجودة في الدنيا تصطف وتلخص فيها .

والحرف (لا ) يمثل الجهل ولا يؤمن بأي دين وينفي كل ما هو غير موجود الا الوجود المادي فيقولون : لا يوجد العالم الروحي ولا يوجد خالق ولا يوم القيامة ولا احياء بعد الموت الا وجود العالم المادي ، عندما مات الانسان كل شئ يتوافق عن الوجود انهم يمشون فقط ميتين.

لا اله : ليس كل شيء هو الله ، كل شيء تم انشاؤه سيتم تدميره ، انه مجرد وهم ، ولا يجد شيء موقت ، وهناك مجموعة من الناس يعرفون خواء هذه الحياة وانقراض الالام ، وياملون في الوصول الى الارضية الجنة الطاهرة، انهم يعرفون ان الجحيم موجود ، وان وجود عالم الاراوح حقيقي تماما ، ويعرفون ايضا عوالم الماضية والحاضر والمستقبلة (اي : عالم الازل الاول وعالم الدنيا وعالم الروح في الاخرة ) وكما يعرفون الكارما والجزاء ويأمرون بالمعروف وينهون  عن المنكر ، لكنهم لم يجدوا باب الا الله .

الا الله : اعتقاد الا الله وحده يجب أن يكون هناك وجود الخالق  الواحد لا شريك له (كل ما يطلق عليه ) ، ويعتقد جميع الانبياء والمرسلين هذا هو دين الوحي اي الاسلام الاصلي لجميع الانبياء والمرسلين.

محمد رسول الله : اعتقاد محمد رسول الله هذا هو اسلام الايمان . لان الذين يؤمنون به هم من المسلمين والايمان الحقيقي في محمد رسول الله  ، ولا اله الا الله هو العبادة ، الشخص الذي يتعرف لا اله الا الله ولم يتعرف رسول الله صلى الله عليه السلام فهو ليس مسلما بأي حال من الاحوال ، على الرغم من كل خطاباته وتظاهره .

(٢)معنى الاول لحرف (لا) انه يمثل اصل الانسان بعيد جدا بسبب العوائق المادية وحواجز الرغبة فانقطع الانسان عن اصله ، ولكن بعض المشاعر الصادقة واللطيفة للبشر يمكن ان تكشف ايضا عن الاخبار الاصلية قليلا .مثل : الحب لا يزال موجودا في البشر ، وفي وقت الانفصال عن الحياة والموت والانفصال عن نحبه ، ما دمت تفكر في الانفصال ، فسوف تزداد تلك المحبة والمودة والعاطفة وقد يتمتع الشخص العادي ايضا بحياة متزايده ، طالما ان بشر لم ينسوا الحب او يتخلوا عنه ، فلديهم الفرصة للعودة الى مصدرهم ، في الايام الاخيرة كان معظم البشر نائمين وفقط اولئك الذين استيقظوا يمكنهم في الطريقة الحقيقة للاستيقاظ والعودة ، خلاف ذلك والحرف (لا) اشارة اولئك الذين مازالوا في ضلال الله تعالى الذي يربيهم من تربية حسنة ، فعليك ان تساعده على الاستيقاظ وتظهير حقيقة الاصول ،وجعله يستيقظ ويعود الى اصله ، ودعه يبدا رحلته في الحياة مرة اخري ، وفي نفس الوقت دعه يستمتع تماما بنعمة هذه الحياة ومقدر له من تقديره ، ثم يزيد علمه بمعرفة الله سبحانه وتعالى ، اذا قمت بتعديل حياة المسجد او حياة التعبد والخلوة وتعليمه وتنويره بمفرده وهذا تظهير كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله .

(٣) المعني الثاني لحرف (لا ) هو ان هناك شيئا مخلفا للتقاليد ، اسلوب ايقاظ الناس مثل : من عامة الناس يبالغون مبالغة شديدة ويفصلون بشكل مفرط من اجل تحقيق سوء فهم وسوء الاستخدام من قبل عامة الناس ، وتوقير الماوى لمن يرفض الاستيقاظ من النوم .

(٤)المعنى الثالث لحرف (لا) هو الاشارة الى العديد من الاشياء التي يعتقد اناس انها خاطئة والعديد من الاشياء التي يعتقد عامة الناس انها مستحيلة تماما ، وهي في الواقعة انها الحقيقة ، وعامة الناس يعتقدون بان احكامنا خاطئة هي في الواقعة الحقيقة ، يستخدم هذا (لا) لإنكار هذه المفاهيم الدنيوية .

(٥)المعنى الرابع لحرف (لا ) هو لا يستطيع الجميع معرفة الغيب ، ما يمكن ان يراه الناس في العالم هو فقط القوانين المادية للعالم المادي ، ولا يمكنهم على الاطلاق روية القوانين الحقيقة للعالم الروحي ، انهم لا يؤمنون بقدرة الله تعالى المطلقة ، ويلتزمون بمعتقداتهم ويقولون : اعتقد ان هذا صحيح . لذلك (لا)هو يجب الا نكتفي بتعليم الناس بشكلٍ متكرر والتمسك بمعتقداتنا بدلا من ذلك يتحلي من حيث التاثيرات الفعلية :لقد فعلت بهذه الطريقة ، هذا ما تراه بعينك يدمر الاراء والمعتقدات الدنيوية ويصحح ويميز الصواب من الخطاء، من عبارة اعتقد انه حقيقي غير مرئي واعتقد انه صحيح فانا متاكد من انه صحيح ، وانا افعل ذلك بهذه الطريقة ، ولم يعد الامر كما كان عليه من قبل ، وأشك في انه صحيح او ما افعله من اجل هذه الحياة نوع من الغرض او الضرورة ، افعل ذلك وفقا للعالم وما الى ذلك .ثم ارتفعت من اولئك الذين يؤمنون بالغيب ويقومون الحسنات وان هولاء الرجال هم رجال ناجحون ، لقد صعد هولاء الاشخاص الناجحون الى مستوى الشهادة على قربهم من الله تعالى باعينهم .

(٦)المعني الخامس لحرف(لا) هو : ان معرفة ومعتقدات عامة الناس تاتي من البيئة والمعلومات ،ثم تكوين الخبرة والاعتقاد ، فلا تتوافق الخبرة والمعتقدات الا مع الواقع وهي صحيحة في بعض المواقف العادية عند عموم الناس ، لان المعلومات الخبرة غالبا ما تكون من جانب الظاهر  ومحدودة فهي ليست معرفة حقيقة ، لذلك،  يولد الناس في هذا العالم برحمة الله تعالى ، ثم يهديهم ابائهم وامهاتهم على اليهودية او المسيحية او الديانات الاخري ، او حتي الكفر ، لذاك فان التعرفة المكتسبة من قبل مختلف الناس ليست معرفة ، اذا لم يجد المعرفة فهو جاهل حتى لو كان لا ئقا لاكتساب المعرفة ، لكن لا يمكنك اعطائه المعرفة الملائمة لاكتسابها ، لا يمكنك اعطائه ، اذا كان لديك حقا معرفة وما زالت لديه امكانات في التقدير ، فيمكنه تلقي المعرفة .

(٧)المعنى السادس لحرف (لا) : اذا لم يكون لدى الشخص معيار حقيقي فان معرفته كلها تظاهر وليست معرفة حقيقة ، نظرا لانه لا تزال هناك اثار لاصل الانسان ، لذلك يمكن ان يكون لدى البشر بعض المعرفة الروحية في قلوبهم ، وهذه المعرفة ايضا باسم المعرفة الطبيعية ، ومع ذلك ، نظرا لان المعتقدات ووجهات النظر تزعجها للرغبات المادية ، فلا يمكن تحديدها جميعا كما هي ، يريد ان يفهم ولكن لا يستطيع ان يفهم فقط لانه يتمتع بدرجة كبيرة من التحضير الجيد ، يمكنه فقط استخدام الانطباعات والتقديرات والامكانيات وما الى ذلك ، يعتقد انه يعرفها بنصف المعرفة ، لكنه لا يعرفها ، او يعرف فقط القليل جدا جزء ، هذه المعرفة الناقصة هي في بعض الاحياء أسواء من الجهل التام .

اذا لم يكون هناك مرشد معرفة فلن يتمكن من الحصول على المعرفة في جميع المراتب في حياته ، حتي لو كان يجب ان يعرفها ويسعي اليها ، لكن بما انه لا يوجد معيار للمعرفة الحقيقة ، حتي لو حصل عليها المرء فهي ليست معرفة حقيقة  انها بمجرد مقنعة ، والمعرفة المزعومة هي المعرفة الحقيقية التي يعتقدها العلماء العاديون ، والذين يضللون الناس هم اولئك الذين يستخدمون اشياء ليست معرفة حقيقة لهداية الجهل ويتوقون لطلب العلم ، عندما تريد الوصول الى مرحلة الحقيقة فلماذا لديك الاف الاشخاص الذين يدعون انهم صادقون ويتهمونك ب الزنديق ، وفقط عندما تثبت مرة اخرى انك حصلت بالفعل على المعرفة الحقيقية فيمكنك الوقوف امام مرحلة الحقيقة.

(٨)المعنى السابع لحرف (لا) : قبل ان تصبح مختارا من الله ، عليك ان تنكر الذات الاصلية لميلادك الاول ، وتتخلص من الاشياء الاصلية في ذهنك وتنكرها ، بما في ذلك الاشياء التي كنت  تعتقد انها الحقيقة ، والاشياء المتصورة مسبقا ، والمفاهيم المتأصلة المختلفة ، والقيود والمبادئ الاصلية المختلفة عليك ، ثم واجه ما حدث لك بمعايير القران الكريم والحديث الشريفة والشريعة المطهرة وعقيدة اهل السنة والجماعة ، خاصة في يوم القيامة ، عليك التخلص من تلك الديانات التقليدية ، والخروج للبحث عن الحقيقة ، بعد تحويل مئذنة الاكاديمية الى رماد وتحويل العقيدة  الى الرفض ثم تحويل الرفض الى الايمان ، يمكنك اكمال العمل المقدس لتوحيد جميع الاديان ، وعندها فقط سيظهر ويخلق المسلمون الحقيقيون ، ويظهر مختار الله ، ويتكون مريدون حقيقيون ، انهم يحبون الله تعالى والله يحبهم انهم يساعدون الله تعالى والله يعينكم ، بمجرد ان يكون الله في عونكم لا يمكن لاحد ان يتغلب على جماعتكم التي تكشف مرشد حقيقي في الزاوية .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق