وداع قبل الرحيل

في رثاء الكاتب الصحفي الشهيد / إسحاق أحمد فضل الله

يرحمه الله..

 

خبرني أيها الشيخ الجليل قبل وداعك والفوات :
هل نحن في ضرام والإسلام في موات؟!
قل لي بربك :
والإسلام فينا براع والتياع وصراع
قل لي كيف تودعنا وتوصينا باليراع
أصل الدين والجهل فينا والصراع
والبراء البراء البراء ما الدين يراع
ايها الشيخ الجليل ….
مالي أراك تدر النائحات على اليفاع
وتدعو مثقلة إلى حملها والرضاع
ويأبى الجاهلون للإسلام عن الدفاع
أترى حقا تبكي الثاكلات على النفاع
أم تبكي الرجال كم من الاسلام ضاع
مالك والجبال الصم تهز بلا ارتجاع
وتهز العقول الجامدات فلا انتفاع
وأنت تذب ذباب الجهل ولست راع
والقوم هم القوم كذا الدهر الخداع
لا والذي خلق البرايا والصم النجاع
سنذب الجهل عن الدين حتى النخاع
لا تلين لنا قناة والحرب شهد والصراع
مت يا إسحاق شيخ الجهاد مع الرفاع
قرير العين تلتمس النصر حقاً والدفاع
فلن تنفك سهام قانيات ضرب الهراع
ودع إسحاق بن فضل الله ولا تراع

وودعني
حنانيك فلم يزل في النفس اشتياق
للصحب الكرام وصيف العبور ومسك الختام
الإسلام لن يؤتى والله ما دمنا حق حقاق
فهذه دعوة قدسية لا تنفك عهد وارتجاع
ولا تقل إن مت الدين في وهن وضاع
بل قل وملء فمك ومد البصر السماء
الرب يحميه وإن كره العداة الأشقياء
بالرجال الأقوياء والتقوى والعلم الثبات
وداعا أيها الرجل المفدى إلى لقاء
والشعر عندي بيان سحره الكلم اليراع
ما لان كفك وما انتهت عواديك البغاء
والحرب سجال بيننا وهم حتما زوال
والسلام عليك ما لاقت نفسك الرحمن العناء
وطب ثم صل بيتا بالشعر والقلم النفاع
جيل الباكيات على الثقافة والذائبين ناع
إيه يا اسحاق بن فضل الله هيجتنا فزاع
وذاع الوداع فالتمسنا اللقاء المستطاب
اغفر عليك السلام ذلي إذا انكسر اليراع
فلست مثلك وإن طاب المقام قاع
فلست كونك وإن تماثلت الحروف بلا انقطاع
وداعا أيها الشيخ المسجى دماءك والدماع
وداعا على خير البرية في عهد الضباع
نم قرين العين لا تخش الضواري لا تراع
والإسلام فينا وإن كثر الأعادي والسباع
ولا تلمني إذ ودعتك عجلانا فالشعر شاع
ورثيتك وأنت حي لترى حقاً غواليك سماع
الموت حق وليس من أحد نجاة وإن طال الصراع
فأنت حي وإن مت فلست خوانا تماع
أو رعديدا ترتجف ها المخنث والخناع
لك يا إسحاق في القلب ود بلا انقطاع
لك يا اسحاق عهد على جمر القضية باق
لن تراع
لن تراع وإن سبق السيف العذول راع

بواسطة
بدر الدين العتاق - مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق