أوضاع اللاجئين اليمنيين في الصومال

سبب القتال الذي اندلع في اليمن قبل خمس سنوات مقتل ما يقارب 10 آلاف من المدنيين اليمنيين وهاجر العديد منهم إﻟﻰ ﺑﻠﺪان ﺷﺮق أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﺜﻞ الصومال وﺟﻴﺒﻮﺗﻲ وإيثوبيا بحثاً عن ملاذ أكثر أمناً، وتربط الصومال باليمن علاقات تاريخية متجذرة تعود إلى ما قبل الإسلام، فهي روابط قديمة ضاربة في جدور التاريخ .

فهناك روابط عديدة تجمع الشعبين، كالأصول المشتركة والمصاهرة ووحدة الدين وحتى الجغرافيا، فكل هذه العوامل جعلتهم يتوجهون إلى الصومال وكانت مدينة بوصاصو الساحلية بولاية بونت لاند في شمال شرق الصومال أول محطة اللاجئين اليميين، وقد وصل ايضا اللاجئون اليمينين إلى ميناء بربرة بإقليم أرض الصومال في الشمال البلاد، بأعداد كثير على أمل إيجاد الملاذ الآمن وبحثاً عن حياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم.

وقد منحت السلطات في كل من ادارة أرض الصومال وولاية بونت لاند المواطنين اليمنيين حق اللجوء أو صفة اللاجئ/اللاجئة، وبذلت سلطات وشعب الصومالي والشركات التجارية واللجنة المكلفة بمتابعة قضية اللاجئين جهودا كبيرة في تقديم المساعدات العائدين الصوماليين واللاجئين اليمنيين وإن كانت هذه المساعدات المقدمة محدودة و قد خصصت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على الاسرة واحد 150 دولاراً شهرياً وهذا المبلغ لا يكفي لدفع تكاليف الكهرباء والمياه وإيجار المنزل لتأمين احتياجات الأسرة الأساسية.

وكان أبو بكر عبد الله، وهو أب لخمسة أبناء، قد وصل إلى ميناء مدينة بوصاصو في بونت لاند عام 2016م، ثم انتقل في وقت لاحق مع غيره من اللاجئين إلى مدينة قرضو ، مشيرا أننا هربنا من الحرب والصراع والتدمير والمجاعة وانعدام الفرص الاقتصادية من اليمن ولكنني لا أرى فرقاً كبيراً هنا في الصومال، فأسرتي تعيش في غرفة واحدة في منزل صغير مع أسرتين يمنيتين، وندفع إيجاراً شهرياً قدره 25 دولاراً.

رغم مرور خمسة أعوام على استقبال الصومال آلاف اللاجئين اليمنيين إلا أن الكثير منهم يواجهون صعوبة التأقلم مع الحياة الجديدة من ناحية الحياة المادية، ويعيش في العاصمة الصومالية مقديشو حوالي 3,500 لاجئ يمني في ظروف صعبة قلة منهم تمكنوا على فتح مشاريع تجارية صغيرة.

وتحدث رئيس اللاجئين اليمنيين في مقديشو السيد عبد العزيز النظامي في مقابلة أجرت قناة الموطن بخصوص وضع اللاجئين اليمنيين في مقديشوقدم شكره وتقديرة الحكومة الفيدرالية الصومالية والشعب الصومالي على فتح ابوابها لأأخوانهم اللاجئيين اليمنيين في مواطنهم الثاني مبينا أن اوضاع اليمنيين بشكل عام على وجه الخصوص في العاصمة الصومالية سيئة ومتدنية إلى أبعد الحدود لم يحصلوا لو مثقال ذرة من الحقوق الدولية التى سرحت لهم ومن هذه الحقوق التعليم و الصحة و السكن و المعيشة و الأمن.

وأضاف عبدالعزير أنهم يشاركون مع الشعب الصومالي قلبا وغالبا جانب الأمن ،ما جرى على الصومال جرى علينا ولكن المعيشة والسكن مهمة جدا حيث لا تتوفر فرص عمل للاجئين اليمنيين لتغطية الاحتياجات الأساسية مثل الإيجار والطعام والأدوية والمواد غير الغذائية والوصول إلى الإنترنت و ظروف لاجئ اليمني صعبة جدا فهناك قلة قليلا من تمكنوا من على تأسيس مشاريع تجارية صغيرة مثل مطاعم ومحلات تجارية او عيادات الاسنان أما باقي اللاجئين يعيشون في ظروف صعبة جدا .

ووجه عبد العزير النظامي رسالة الى ثلاثة جهات معنية بشأن أوضاع اللاجئين اليمنيين وهي:

أولا: الهيئات أو المنظمات الدولية: قائلا “بأن يخافوا الله وأن يعطوا حقوق اللاجئ التي كفلتهاجميع المواثيق والمعاهدات الدولية.

ثانيا: الحكومة الفيدرالية الصومالية بأن ينظروا بعين الإعتبارويجاد حلول عاجلة لامرهم.

ثالثا: رجال الاعمال اليمنيين والصوماليين أن يوفروا فرص عمل للاجئينن .

وتقول السيدة فتحية الناخبي أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات نقص بسبب فيروس كورونا، وأضافت: نطالب الإخوة في الصومال والعالم العربي أن يقفوا مع إخوانهم اليمينية الذي يعانوا ظروفي المعيشية صعبة للغاية.

أشارت فتحية إلى أن اليمينين والصوماليين شعب واحد ، ولهم دين واحد وتقاليد واحدة فقط نختلف بالجنسية والموطن، وعندنا لاجئون كثيرون من االصومالين لجأوا اليمن إبان الحرب الأهلية، وقفناهم معهم واليوم جاء دور الصوماليين في الوقوف إلى جنب اليمنيين، ورد الجميل والإحسان، ولا شك أن الصوماليين مطالبون ببذل المزيد من المساعدة أكثر وأكثر مما بذل إخوانهم اليمنيون قبل عشرات السنين..

شعيب اليوسفي ومحمد عبدالله دعبوش من ضمن الشخصيات الموفقة الذين تمكنوا من فتح مشاريع تجارية صغيرة مثل مطعم وعيادة الأسنان .

شعيب اليوسفي أبو الأدهم صاحب مطعم اليمن السعيد يقدم المأكولات اليمنية ويعتبر من أشهرها مطاعم حي بولي حوبي قرب مطار مقديشو، ويقول شعيب اليوسفي أن فكرة فتح مطعم اليمن السعيد تلبية لبعض طلبات الاخوة الصوماليين واليمنين بتوفير أهم وأشهر المأكولات اليمنية مضيفا أننا نقدم وجبات خفيف و ثقيل مثل التي تقدمها المطاعم اليمينة طبق المندي و الفحسة و بيزا و شاورما وغيرها.

أما طبيب الأسنان اليميني محمد دعبوش في مستشفى أيان يقول انه تفاجأ في الواقع من ناحية تعامل الناس ونهضة عمرانية متسارعة و الاقتصادية الموجود في الصومال.

سلمى بالخير خميس عوض لاجئة يمنية وهي أم لأربعة أطفال هاجرت من اليمن قبل سته سنوات الى الصومال ، قالت أن السبب الذي دفعها لجوء إلى مقديشو بسبب اشتباكات و قصف عنيف وسقوط قذائف على البيوت، القصف كان يبدء في منتصف ليل ونحن نائمين كنا نعانى من الخوف ولا نستطيع النوم، أسوء من ذلك أننى خرجت يوم من أيام أجلب بعض الثلج لاطفالي فحدث قصف في مكان قريب مسببا الهلع والخوف والقلق والاضطراب في نفوسننا .

وأوضحت سلمى أنها وجهت ظروف كثيره في بدايه ولم تستطع التأقلم في الصومال عندما جئت الى الصومال كان وزنى 74وبعدها أصبح وزنى 53 خسرت الكثير من الوزن بسبب الجهد والتعب الذي وجهنها اثناء السفر …….اعتدت العيش في الصومال أخرج يوميا الى اسواق وأبيع بعض من الحلويات ومن ثم أشترى ما احصله من الاحتياجات الأساسية.

تقول سلمى الصومال بلد جميل تستطيع التعايش مع شعوبها وكذلك تستطيع ان تتقاسم معهم لقمه العيش ولكن يجب المرء الاعتماد على نفسه … أؤمن أن بعد التعب راحه اذا كنت احصل على حياه أفضل من اليمن ، لم اكن افكر بأنى ارجع الى اليمن في الاخير، اتمنا من رب العالمين ان يغير احوالنا الى الافضل رسالتى لاخوانى الصوماليين الذين يدعمون الناس بأن يدعمونننا.

ويعيش في الصومال أكثر من 8 آلاف لاجئ يمني موزعين في المحافظات والاقاليم الصومالية منهم من أسعفه الحظ في الحصول على وظيفة مناسبة او فتح اعمال تجارية خاصة و غالبيتهم يعيشون حياة صعبة بسبب الازمة الاقتصادية وقلة فرص العمل وندرتها، وأن الصومال هو بنفسها تتعافى تدريجيا من أزمة الحروب وعدم الاستقرار السياسي ومن الطبيعي أن يعاني اللاجئ يمني اذا كان ابناء الصومال قد لا يحصلوا على احتياجاتهم اليومية.

أناشد أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء والقلوب العامرة بحب الخير تقديم المساعدات لاخوان اليمنيين في مقديشو وخاص عائلة سلمى بالخير خميس عوض والتي تعيش مرارة الحياة القاسية تسكن هذه الأسرة في منزل ينقصه الكثير من المستلزمات الضرورية لعدم قدرتها على شرائها ، هذه الام الأرملة تتكفل برعاية أربعة الاطفال هذه الاسرة ليس لها دخل الا بعض المساعدة من الاخوة المحسنين والتي لا تكفي لسد احتياجاتهم المعيشية .

بواسطة
احمد جيسود - الصومال
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق