إنت مين في دول؟

الأسرة هي أساسُ المجتمع، وهي اللَّبِنة الأولى والخليَّة الأولى، وليس الفرد هو أساس المجتمع كما أنها أساس البناء الاجتماعي ووحدته ومن هنا نبدأ الحديث عن الزواج كمشروع متجدد على مدار الزمن لا ينتهي منذ بداية الخلق وحتى قيام الساعة عندما وجد المولي عزو وجل سيدنا ادم يسير في الجنة وحيدا خلق له الأنيس والجليس ومن هنا كانت البداية تكوين اسرة ثم قبيلة ثم مجتمع بالكامل القصد من ذلك مشروع الزواج سواء للمقبلين عليه او من هم بالفعل متزوجين او من فشلت زيجاتهم ماهي المكاسب أو الخسائر (دراسة الجدوى قبل المشروع) (والتقييم والتقويم اثناء المشروع المستمر) ومحاولة استنباط او تحليل المشاريع الفاشلة في الزواج قال الله سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ النحل: 72
نبدأ بالرجال (الزوج)

هناك زوج عايش بس عشان نفسه يلبس كويس يشرب كويس اهم حاجة في الدنيا هو وبس مش مهم البيت واللي فيه ده مش كده وبس ده ممكن يكون البيت محتاج حاجات ضرورية لكن نفسه بالنسبة له اهم وهذا الشخص يعتبر باقي افراد الاسرة عبيد عنده

النوع الثاني دائم العمل حريص جدا على النجاح خارج المنزل تطلعاته قوية يبحث دائما على التقدم في المراكز الحياة بالنسبة له مجرد سباق وتنافس دايما عاو يطلع الاول وبالتالي مهمل جدا امام اهل بيته عندما تتحدث معه يقول لك عندهم اللي مكفيهم وزيادة مع ان اهم حاجة هم محتاجين اليها لا توجد معهم ألا وهو رب الاسرة نفسه
كمان فيه الشخصية التي تمتلك أموال وثروات لكن للأسف غاوي الملذات بكل اشكالها والمخدرات والملاهي الليلية العربدة ونفس المنطق الخاص بالشخصية السابقة انا مش مخليهم محتاجين اي حاجة ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران: 14].

فيه كمان الشخصية الشقيان اللي يشتغل اكتر من وظيفة لتلبية احتياجات الاسرة شغال ليل نهار عشان مصاريف البيت لدرجة انه لا يوجد عنده اي وقت لأهل بيته
وهناك الشخصية التي وجودها في البيت زي عدمها لا مبالاة بأي شيء جميع الامور متروكة للزوجة لكي تقوم هي بالحلول يأكل ويشرب وينام في المنزل ولكن غير مشارك في اي امر سلبي في جميع الأمور هو تزوج لمجرد ان يقال متزوج.
هناك الشخصية الدكتاتورية (سي السيد) وفي الغالب دائما تكون مرتبطة بالمهنة ضابط جيش او شرطة او مستشار او قاضي. الخ من الوظائف التي تعودت على اعطاء الاوامر دون نقاش ودايما تلاقي الشخصية خارج المنزل بشكل وفي داخل المنزل بشكل اخر

هناك أيضا الشخصية الانقيادية التي لا تستطيع اتخاذ أي قرار او حل أي مشكلة تجده دائما يحتاج الي المشورة والنصيحة خصوصا من والديه ودائما مثل هذا النوع تجده ضعيف الشخصية ودائما زوجته مسيطرة عليه إذا كانت شخصيتها قوية
هؤلاء الشخصيات السابقة لا تجد فيها من يستطيع اخراج شخصيات سوية للمجتمع بل العكس يخرجون مرضي نفسيين قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، وقال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
ثم نأتي للحديث عن الزوجات (النساء)
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]

النوع العنيد من الشخصيات دائمة الشجار مع الزوج لأنها دائما تشعر انها على صواب ولا يوجد أي خطأ في المنطق الخاص بها ودائمة وضع نفسها في نفس مكانة الزوج والامر بالنسبة اليها تحدي (خصوصا في الزواج متقارب السن)
النوع الطفل هادية جدا سريعة البكاء حساسة حرمت من الأب في سن صغيرة ولم تشعر بوجوده تتعامل مع الزوج علي إنه والد لها مطيعة له لكن لديها نوع من السلبية في إدارة المنزل حيث تعتمد علي الزوج في كل كبيرة وصغيرة ودائمة الاتصال به في العمل لسؤاله عن أشياء بسيطة او تستطيع القول في بعض الأحيان تافهة لكي يقرر هو ماذا تفعل هي
النوع الزنان كثير الكلام سواء في البيت مع الزوج او الأولاد لا تعطي فرصة لأي فرد بالحديث قبل انتهاء حديثها او حوارها الذي هو في الغالب لا ينتهي حيث يبدأ حوار جديد من نهاية حوار وهذا النوع في عصرنا لحالي تجده لا يمل من وسائل التواصل الاجتماعي مع الصديقات او الاخوات أو الجيران ولا يوجد أي اهتمام بالبيت ودي تلاقيها واقفة على باب مدارس أولادها مع من يشبهها من النساء ولا يريدون العودة للمنزل قبل انتهاء الحوارات ينهم

النوع العدواني العنيف هذا النوع في الغالب تجده نشأ في أسرة جعلت منها هي القائد حتى لو كان هناك بنين بالأسرة وهذا النوع عندما تزوج أصر على أن يظل قائد كما كانت في منزل الاب والام بالبلدي نقول عليها (مسترجلة) لك أن تتخيل أن رجل متزوج رجل كيف تكون الحياة حتى عندنا في مصر مثل (المركب اللي له ريسين يغرق) وفي الغالب هذه الزوجة ولائها الأول والأخير دائما لأهلها القدامى اخواتها ابوها أمها حتى لو على حساب الزوج والابناء
النوع الكسول الشهيدة دائما إذا قامت بأي عمل في المنزل او يخص الأسرة تشتكي دائما انا تعبت اليوم انا عملت كذا وكذا انا لوحدي في البيت ودائمة الشعور بالآلام في الظهر الركبة الإرهاق ودائمة الكأبة والنكد
النوع الدؤوب الحريص على الأولاد في الاكل الشرب الصحة التعليم لا تكل او تمل من أي مجهود يخصهم لكن مهملة جدا في حق الزوج الأولاد وبس وياسلام لو بتحب الصبيان بس دون البنات (عندها ولد يبقي مش مهم أي حد تاني ف البيت) الولد وبس ودي من غير متقصد بتخلق عداوة بين الاب وهذا الولد
النوع المادي اللي عمره ما فكر غير في الفلوس ومقدار ما يدخل الزوج للبيت او كم الذهب او الأراضي او العقارات او الأرصدة في البنوك

فيه النوع التافه العايق ارستقراطي ويعيش حياة غير التي نشأت فيها دائمة الغيرة من غيرها من النساء وتشعر دائما بالنقص وتحاول اخذ ما هو ليس لها لديها ملكة حب الظهور
النوع الأخير عشان لا اطيل اغلبه موجود في المجتمعات العربية ذات الموارد والاقتصاد العالي حيث الخدم والاعتماد الكلي عليهم في التربية والطعام ووظيفتها هنا مجرد رؤية الأبناء فقط لاغير دون وجود أي ترابط بل بالعكس يكون الرابط هنا بين الخدم والأبناء هو الظاهر وبناء عليه يأخذوهم قدوة لهم هل انت متخيل ذلك

أخيرا
الفكرة هنا لا يوجد منا شخص كامل الكمال لله وحده لكن هنا نقف اين الإباء والامهات والزواج الجيد متي نحكم على أنه مشروع كان ناجح او فاشل وماهي المعوقات وماهي العيوب التي بداخل كل منا وما زلنا نخجل من الاعتراف بها بسبب الكبرياء والتعالي متي نعود لدراسة العقيدة الخاصة بالأسرة السعيدة والزوج الصالح والزوجة الصالحة انا لسه مخلصتش كلامي الموضوع كبير قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35].

وللحوار بقية لكن مع باقي افراد الاسرة مع الأبناء والبنات

بواسطة
وائل منسي إبراهيم أحمد - مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق