الرهان (دراما حقيقية عن قصة واقعية)

كنا في مقهى الوزارة عند الاستراحة وهو الآن يقف امامنا إنه ليس بجميل هو رجل عادي جدا يشبه اغلب من يقطنون هنا ولكنه غني وغبي بذات الوقت.. يدلل بسخاء وبلا لا شي (عبيط وديما رياقته اتسكسك) بإبتسامة فقط تفتح لك بوابة علي بابا وتملكين خاتم سليمان

تراهنا من منا ستوقعه في شباكها في مدة اقصاها شهر والمقابل كان جد تافه فمن تكسب الرهان تشترط على البقية ما تشاء..
نحن كنا خمس زميلات داخل وزارة الثقافة والإعلام ولا شي يربطنا ببعض اكثر من الزمالاء ذلك السيد كان يتردد بشكل دوري على مكتبنا المختص بالعقود لأنه صاحب شركة انتاج فني وبعض العقود التي يستديم على مراجعتها وبنفسه هي ماتجعله لا يفارق المبني وكانه يعمل هنا .

اما نحن.. فنحن فتيات جد عاديات لسنه بقنابل متفجرة الانوثة ولا بصواريج حارقة الجمال ولكن لكل واحدة منا لمحة جمالية خاصة بها تميزها عن الاخرى ولن اشكر نفسي فانا اعتبر اجملهن شكلا ومنطقا لاني مهتمه جداً ومواظبة على المطالعة بشكل يشبه الادمان هذا غير اني جد طموحة وهذا المكان لا يمثلني ولكني اقضي به بعض الوقت..
انا صحفية نشطة وهذه الطاولة التي اجلس عليها هي ورشة عملي الصحفي وليس افضل من هذا المكان لمتابعة سير الأمور ولكسب السبق الصحفي (فهنا مطبخها) وتوليد الافكار وترجمتها عبر الحروف هو مااجيده واثقنه واتفنن فيه
فل نرجع لذلك الرهان المجنون…

بمرور الأيام صرنا نتناوب على الحديث معه كل وحدة منا على انفراد كلما حضر لمراجعة الاجراءات حتى جاء موعدي في ملغاته ومحاولة اسقاطه وصيده.. للفوز بالرهان عليهن حاورته بعض الوقت لم يكن بالطويل بضعة جمل فقط ولكني انتقيتها باامتياز وبلا اي محاولة اغراء فقد كنت ذكية بالقدر الذي لا يستهان به فغايرتهن في الطريقة ولم اعره اي انتباه عندما يتحدث الي فقد اشتغلت على صيده ولكن بتجاهل ولم افعل مثلهن واطلب رقمه وحتى عندما اخرج كرته وسلمني اياه بينما هو جالس خلف طاولتي تعمدت الا اكثرت لامره وضعته على باقي تلك الكروت المرمية امامي وبلا اي اهتمام وكنت اعلم بل متاكدة بانني سااعلق في مخيلته فمثله رغم عبطه الا ان من هن مثلي لهن وقع خاص في نفسه

خلال ذلك الشهر ازعجني جدا بااقتحامه لحياتي وتدخله فيما احب واكره فقد بات الأمر مزعج بالنسبة لي.. فانا لا احب من هم مثله ورغم طلبه الدائم والملح بان نلتقي بمكان عام لم اوفقه فانا لم اهضم شخصيته المتحدثه فقط عن ذاته وانجازاته وصار كلما حضر لمقر الوزارة يتصل بي ليخبرني بانه ينتظر بالقرب من سيارتي المركونة بموقف الوزارة والتي بات يميزها من بين كل المركونات هناك وهو يحمل معه اما كيس او علبه.. كنت ارفض وبشده استلام تلك الهدايا والعطايا فلست اطمح لذلك وليس هذا هدفي اضافة لذلك هو علمي بان وراء كل تلك المغريات مسؤولية والانكى والاسوا هي اني عند قبولي لتلك الاشياء ستعد موافقة ضمنية مني بالتواصل معه وانا لا اريد ذلك وقد بات التصاقه بي شي ممل وممل جداً
مر ذلك الشهر وكلا منهن تحاول ان تكسبه وان تتحصل منه على بعض الهدايا لكي تتباهى بانها التي نجحت وانا لانه لم يعجبني البته لم اعد اهتم بالفوز بالرهان ولا به فهو لم يعجبني اصلا والحديت معه ينقص العمر ويخلخل المزاج وبالذات عندما يبتسم تلك الابتسامة المعلولة التي تقرفني مع لون اسنانة المتاكله انه لشي يبعت فالنفس الكثير من الاشمئزاز
جلسنا جلستنا المعتادة وكل واحدة منا تعرض ماوصلها على جهازها الخلوي من رسائل واتصالات وصور للهدايا وكانت الجالسة بالقرب مني هي التي كلفت نفسها لتتأكد من هاتف كل وحدة منا مع تدوين على ورقة امامها وتحت كل اسم عدد الرسائل والاتصالات وكم الهدايا (انه فعلاً جنون)

على مضض صرت انتظر حتى ينتهي هذا السخف وبعد السرد بالحجة والدليل النتيجة فوزي الساحق وجميعهن يثرثن وينضرن الي معلقين
_ صحة ليك
_ يابخثك
_عليك حظ
ووووووووووووووالخ
والبعض نظراتهن لا تفسر وكأنها حسد ممزوج بغيرة
انا لم اهتم فعلاً لست اهتم فانا قد باث الموضوع لا يحمل اي قيمة بالنسبة لي.. باركن لي وبامتعاض طلبن ان اشترط عليهن مااريد فانا الان سيدتهم وملكتهم
انا_ سلامتكم مانبي منكم شيء
احداهن _ معقولة اتفوتي هالفرصة وماتستغليها
احداهن _ والله لو كنت ماكانك كنت فشيت فيهم غلي
انا _ وعلاش هذا كله ريتي هالسلطان الي تتنافسوا عليه خلاص فوتوه الموضوع
باث واضح على ملامحي الجدية فانا قد صرت اتضايق من هذا الحديث واستعجلتهم فالرجوع للمكتب فقد انتهى وقت الاستراحة.
———————————-
ولكن دقيقة من فضلكم …
هل تعلموا بانه مازال يتردد على زيارتنا
وبانه صار مهتم اكثر ..
فقد تحسن هندامه وتوازن كلامه وصار لا يتحدث مع الكل وبالذات هن ولا يعر غيري اهتمام
هل تعلموا بان ابتسامته تغيرت فقد باتت أكثر إشراقا وكانه استشعر اشمئزازي من ضحكته تلك
كيف ابعده الأن؟ وكيف الوسيلة الاقل الما لصده
هل اخبره بانني كنت العب ام اهرب بعيداً واختفي
كيف سمحت لهن ولنفسي بالإستخفاف به وبمشاعره وماهذا الرهان السخيف!!!
ماذا استفدت؟ ولماذا قبلت ووافقت وونفذت؟
كيف ساابعده وهو لم يترك وسيلة الا وتقرب بها مني لأجلي غير شكله.. لأجلي عدل طبعه..لأجلي ثقل وزنه وصار يمشي بثبات أكثر

وانا من كانت على مشاعره في رهان

بواسطة
حنان الرويعي - ليبيا
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق