المثلية الجنسية في ليبيا بين السر والعلانية !

ظاهرة انتشار المثليين هي ظاهرة عالمية بدأت مع بدايات البشرية وقد تحدثت عنها العديد من الاديان، وقد تنامى تواجدها بشكل كبير في دول الليبرالية والعلمانية والتي تعطي الحرية للفرد بشكل مفرط في التعبير عن ارائه بخصوص كافة المواضيع، لكن دول العالم العربي والتي غالبها مسلمه تحرم هذا النوع من العلاقات او الميول وتعتبره انتهاكاً صارخاً ومن احد الكبائر فكيف يقيم المجتمع في ليبيا المثلية وكيف يراها من زاوية حقيقية !!!.

بداية ظاهرة الشذوذ الجنسي في ليبيا !

كون ليبيا واحده من المجتمعات المحافظة والمتدينة ؛فأنها قديماً كانت تحرم الاختلاط اذ انه وحسب العادات والتقاليد والعرف الديني ،يمنع على الذكور مخالطة الاناث والعكس صحيح بشكل عام ،حتى في اماكن العمل او الدراسة الا الضرورة القصوى ، وهذه حسب اراء نسبة كبيرة من المواطنين الليبين دفعت البعض الى الشذوذ الجنسي .

الشذوذ قد يبدأ بظاهرة تحرش في الصغر !

واحدة من الاشياء التي قد تجعل الرجل او المرأة شاذين جنسياً ؛هو تعرضهم لاحد مواقف التحرش من نفس الجنس في الصغر سواء كان في المدرسة من استاذ او في الكشافة او في النوادي واحياناً المساجد ، هذا التعرض الجسدي يدخل الضحية في حالة نفسية وكون المجتمع الليبي مجتمع محافظ ومتعصب في مثل هذه المواضيع فإن نسبةً كبيره من ضحايا الاعتداء الجسدي في الصغر يكتمون ما يتعرضون له خوفاً من عقبات الموضوع التي قد تكون نهايتها الموت احياناً اضافة الى نظرة المجتمع لهذه الضحية.

لماذا لا يصفح المثليين عن انفسهم ؟

كون ليبيا مُجتمع محافظ فإن المثليين يخافون الافصاح عن شذوذهم او ميولهم ؛ خصوصاً وان نسبة 100‎%‎ من الليبين هم مسلمين والمثلية أو الشذوذ الجنسي يتعارض مع الدين الاسلامي، ضف على ذلك الخوف من التعرض لاي اعتقال او سجن او عقوبات بما ان القانون والدستور الليبي يجرم هذا الموضوع ، فتستمر هذه الفئة في ممارسة عاداتها وتصرفاتها بعيداً عن اعين الناس رغم أنهم قد يكونون بالفعل معروفين بين افراد مجتمعهم ان ميولهم شاذ.

هل يعارض المجتمع الليبي بالفعل الشذوذ او المثلية الجنسية ؟

في الظاهر ترفض النسبة الاكبر من المجتمع الليبي ظاهرة الشذوذ الجنسي والمثلية ، بل انها حتى تتواعد بالتعدي على مرتكبيها وقتلهم احياناً اخرى وتستمر في سبهم وشتمهم والتنمر عليهم، رغم ان هناك العديد من الاوكار والأماكن السرية يتم ممارسة العلاقات ذات الشذوذ الجنسي فيها بسرية تامة وحتى من شخصيات سياسية ورجال اعمال لهم صيتهم وشهرتهم في البلد وهذا الامر يعتبر مناقض لرفضهم في العلن مثل هذه الظواهر.

ختام:

بشكلٍ عام وفي الظاهر يرفض المجتمع الليبي المحافظ ظاهرة الشذوذ الجنسي حيث يحرمه الدين و يجرمه القانون و يستنكره المواطن ، لكنّ الواقع ليش كما في الظاهر ، والسلطات في ليبيا لم تضع حداً لهذه الظاهرة او لم تسمح بها … وبين السر والعلانية ينتشر المثليين والشواذ جنسياً كالنار في الهشيم .

بواسطة
أحمد سالم التومي - ليبيا
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق