النتاج الأدبي في ظل كورونا..

الأحداث الأخيرة في العالم غيرت الكثير من ملامح الحياة، حيث تمثلت في جائحة كورونا، الذي ترك أثره في كل المجالات وفي كل مكان.
آتى كالسيل الجارف وجرف معه آمال وتطلعات كانت جزءاً من حياتنا الحاضرة والمستقبلية.

لكن هناك جانب اُغفلنا عنه، بل إن الجوانب الصحية والاقتصادية هي من اغفلتنا عنه وجعلتنا أسرى فيروس كالأخطبوط يمد ذراعيه هنا وهناك، يحمل الأرواح ويترك المدارس والمنشآت خاوية بصورة تراجدية مفجعة.

إنه الجانب الأدبي مساحتنا الشاسعة للفن والجمال، والتنفيس عن الروح.
فقد أخذ الجانب الادبي -وخاصة الرواية- بعدا آخر في هكذا ظروف، ومثلت مرحلة صعبة في استمرارية النتاج الأدبي بصورة إبداعية.

حظرت الأوبئة في الأعمال الأدبية من العصر اليوناني، وفي حينها كانت تحمل مبدأ السببية بين الطاعون والخطيئة في بعض الأعمال.
لكنها لاحقا أخذت بعدا آخر في تجسيد الواقع وشرح معاناته ومآسيه، حيث أن النص الأدبي هو محصلة لتفاعلات الكاتب مع المحيط التاريخي والاجتماعي الذي يتحرك ويكتب فيه.
لكن المحيط الذي يعيشه الكاتب اليوم يمثل تحديا كبيرا امام نتاجه الفكري.

قد يكون الكتاب عاجزون عن التعبير عن هذا الواقع بشكل مكتمل، لأنهم لايزالون داخل دائرة الوباء، والحجر الذي يشوبه القلق والخوف.
وبغض النظر عن ذلك، وعندما تنتهي الجائحة قد تبرز آثارها بقوة في الأعمال الادبية والفنية، حيث ان هذه التجربة الوبائية ستحفر عميقا في نفوس الأدباء والروائيين، وستنعكس آثارها لاحقا لتخلق أعمالا ابداعية قد تسلك طرقا جديدة ومختلفة في التعبير.

حيث ان هذه المرحلة قد تمثل استثمارا للوقت في القراءة والكتابة، لكن الامر هنا يختلف من كاتب لآخر، فالبعض معتاد على الانعزال والهدوء مما سيجعل هذه المرحلة بيئة خصبة لنتاجه الفكري، والبعض الآخر قد يرى في هذه المرحلة حجرا للعقل وليس فقط للجسد، لأنه قد اعتاد على نمط الحياة الاجتماعي ومشاركة الناس والطبيعة دون قيود.

ما لا يخفى ان هذه المرحلة ستترك أثرا عميقا في الجانب الأدبي وخاصة الرواية، فقد تقويه وقد تضعفه، لكن احتمال الأخير يتلاشى بوجود تجارب سابقة تمخضت عنها اعمال أدبية ابداعية.

بواسطة
✍️ علاء عبدالرحمن البريهي - اليمن
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق