اليمن بين متاهة الحرب وسراب السلام.!

مشهد دامٍ وحالة تشرذم وشتات تعصف بوطننا في ست سنوات من الحرب وقِـوى الشّرِ تعمل ليل نهار وبكل ما أوتيت من قوة على إغراق سفينة هذا الوطن وتجهيل شعبِه في مشروع قذر أشبه بمتاهة غاب عنه الضمير الذي جعل من وطننا مجرد ساحة لتصفية الحسابات بين أصحاب المشاريع المشبوهة ذوي الولاءات الضيقة المصابون بلعنة الحرب والمنافقون بإجماع الآراء الذين لم يحققوا شيئا لهذا الوطن سوى الموت والدمار وسلخ جلد هذا الشعب فلا هم بالذين ذبحوا فأراحوا الذبيحة من جور العذاب ولا هم بالذين تركوها تعيش ما تيسر لها من العمر، وبين اللاعبين الجدد ذوي الثأر الطويل الذين لم يتركوا بيتا أو مبنى إلا ونال نصيبه من رصاصهم وقذائفهم، فأتسأل ويتسأل الكثير من أبناء اليمن متى سيكون وطننا بمنأى عن عبث هؤلاء الذين تناسوا أنهم يحفرون قبورهم بأيديهم وأن السكوت عنهم وعن عبثهم وأخطائهم وكل جرائمهم التي مارسوها بحقنا وحق وطننا ستمر مرور الكرام لا والله لن تفلتوا وسوف يحاسبكم شعبنا وستظل تلعنكم أجيالنا جيل بعد جيل إلى قيام الساعة..!

انقسام النخب والأحزاب السياسية الداعمة للشرعية وتحول الحديث عن الحرب في اليمن إلى مادة للعبث الإعلامي ستكون نتائجه كارثية على اليمن ودول الخليج التي لن تكون في منأى من تداعيات هذه الحرب خصوصاً بعد أن فشلت كل المبادرات والجهود الرامية لإيقاف الحرب بسبب تعنت أطراف الصراع وعدم وضوح العلاقة بين الشرعية وفشلها والمليشيات الغير نظامية التي حلت محل الدولة ومؤسساتها ودمرت ما تبقى من تلك المؤسسات وتغير الأهداف التي جاء من أجلها التحالف والسماح للدول بالتدخل في شؤون اليمن الداخلية، وجعلها لقمة صائغة لكل طامع والتفريط في حلم اليمنيين وطموحهم الكبير الذي لم تكن لأي قوة في الدنيا قدرة على إيقافه وإيقاف بناء وطنهم ودولتة المدنية الحديثة دولة القانون والمواطنة المتساوية، وعدم تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، وعدم إيقاف القتال فيما بينكم البين فوق الجبال والهضاب في البر والبحر والضحك على شعبنا بالشعارات الفضفاضة والحب الزائف للوطن من غير وعي ولا إدراك أن المصالح فانية والوطن والمواقف باقية وسوف تشهد لكم أو عليكم وأن شهدت لكم بالخير فهو خير لكم وأن شهدت لكم بغير ذلك فسوف تلاحقكم لعنات شعبنا إلى وحشة قبوركم وستُكتب أسماءكم ضمن قائمة الخونة وستدفعون ثمن جوع وبكاء وإهانة وآهات شعبنا عاجلا ثم آجلا” فيا أنتم يا من قبضتم ثمن موتنا ولم تعلموا أنكم ستسألون عن كل شيء يوم القيامة إن كنتم تؤمنون بيوم القيامة ولا أحسبكم كذلك..!

ست سنوات واليمن يقبع تحت وطأة وبراثن حرب لعينة رأس حربتها قوى محملة بأحقاد الماضي وعقده ومشاكله تكره اليمن وشعبه ولا تتمنى له الخير وتريد أن تغرقه وتغرق شعبه حتى أخمص قدميه في مشاكل وصراعات ليس لها نهاية لتكون النتيجة ثلثي سكانه البالغ عددهم حوالى 30 مليون نسمة يعانون من المجاعة وأعداد القتلى والمشردين تجاوز المئتي ألف وأن حوالي حسب أخر الإحصائيات السكانية للأمم المتحدة للعام 2020م وحوالي24.1 مليون يمني باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية كي يبقوا على قيد الحياة وفقًا لليونيسف وأن النزاع ترك على الأقل 500 ألف من العاملين في القطاع العام بدون رواتب لمدة ثلاث سنوات، وتقدر المنظمة أن 12.24 مليون من الأطفال في حاجة المساعدات”سنتجاوز كل ذلك بصبرنا وعزيمتنا وإيماننا الكبير بحب شعبنا للحياة وللدولة المدنية الحديثة والعيش الكريم أتعرفون لماذا “لأن قلوبنا التي بين جنبينا تنبض بحب هذا الوطن وتجهر دون خوف بالموت في سبيله” يا من أستغليتم خلافاتنا وكذبتم علينا عليكم سرعة العودة إلى حضن الوطن وقطار الشرفاء الذين يعملون على لملمة الجراح وتقريب وجهات النظر بين مختلف أطراف الصراع كمحاولة لإيقاف الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وثقوا أننا سننهض سواء عدتم أم لا سننهض رغما عنكم وعن ظروفنا الصعبة وأوضاعنا الإنسانية والاقتصادية المعقدة، سننهض وسنلعنكم يا من أدرتم ظهوركم لشعبنا يوم أن أحتاج لكم..!

بواسطة
جلال الصمدي - اليمن
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق