عزيزي الراحل

الكل يعتقد أنني بخير منذ فراقك
كل ليلة أكتب لك رسالة من نسيج قلبي
الذي أصبح مهجورًا منذ أن ابتعدت عنه
أتذكر الليلة التي اتصلت بك وقلت لي أنه آخر أيامي في هذه الحرب ونحدد موعد زفافنا
و لم تقل لي أنه أخر يومٍ لي معك،

فعندما أتاني خبر وفاتك لم أصدق ما الذي يحدث حولي تمنيت أن يكون مجرد كابوس، مات قلبي الذي كان يهديك الحُب، لم أعد أضحك مثل السابق فأصبحت ضحكتي غطاءً لحزني الذي تراكم وأصبح ثقيلا على جسدي الهزيل، أتذكر حين قلت لي ستصبحين مثل الباندا التي تحب الأكل والنوم عندما لا اكون بجانبك، ولكن الآن من بعدك لم أعد أشبِهُهَا إلا في عينيها لقد تغيرتُ كثيرًا فأصبحت فتاة رمادية ألوانها باهتة، تنتظر يومًا لن يأتي حتى تخرج روحها للسماء .
أكره الحرب التي أهدتني شهيداً تمناه قلبي عريسًا، و لقد كان للقدر شيئًا أخر، لم يبقَ لي إلا بعض الصور و المحادثات التي كلما رأيتها يختنقُ قلبي فكيف ذهبت بهذه السرعة وتركت وراءك وعودًا لا نهاية لها …

بعد مرور عام
لقد تغيرتُ كثيرًا بعد أن كُنْت مثل الكسر الذي يحتاجُ جبرًا، لقد دعيت الله كثيرًا بالصبر وأصبحت أملأ فراغي حاولت الصمود كي أكون بخيرٍ لأجلك كما وعدتك سأجعلك تفتخر بي سأدعو الله لك ولي يا ولِيدَ قلبي …
رحمك الله .

بواسطة
آلاء ناجي العريبي - ليبيا
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق