ليبيا بين غرق ونهب

هكذا تغرق ليبيا..
إنها ليست المدينة الإيطالية العائمة (فنيسيا) ، إنها ليبيا يا سادة.
في كل شتاء ينتظر الناس هذا الفصل، بفارغ الصبر حتى تهطل الأمطار، مثل المعتاد نعلم بأن الأمطار هيا عنوان الحياة عند الناس.
حياة يملؤها الأمل بزخات المطر والتي تكون رحمة على من عانوا ويلات الحرب والخراب والدمار.

يقول الله تعالى في محكم تنزيله

وجعلنا من الماء كل شيئ حي

بسبب إهمال المسؤولين أصبحت الأمطار مصدر هلع وإزعاج وخوف، عند من لايملك البنية التحتية، ليس كرها في قدر الله ولكن خشية من العيش في كنف العناء، أمطار الخير مصدر قلق!!

هاهو المواطن الليبي يغرق وسط جدران بيته وفي تلك الطريق المعبدة، التى خصصت لقيادة السيارات أصبحت أنهار تتدفق وفيضانات تجوب الشوارع.
يحاصر المواطن الليبي داخل بيته، مكرها محروما من مشاهدة قطرات الغيث وهي تهطل، مرتعدا خائفا يقول في خلجات نفسه” متي يارب توقف المطر؟” كلمة باليببي تقال عند المصييبة، “يا عليك ورطه وخلاص”.
وسط عجز الحكومات الليبية المتعاقبة، والفساد الذي ينخر البلاد، ليبيا تغرق..
ها هي مدينة البيضاء، المدينة الليبية تلحق بركب العناء.

تعتبر مدينة البيضاء من المدن الكبرى والرئيسية في ليبيا، حيث تعد رابع أكبر مدن ليبيا وثاني أكبر مدينة في شرق ليبيا.وهي من أفضل المدن الليبية مناخاً في فصل الصيف وتشتهر بثلوجها شتاءً، كما تعتبر آخر معاقل الجهاد الليبي، كانت العاصمة الإدارية للبلاد في عهد الملك إدريس السنوسي.

و تعتبر مدينة البيضاء أكبر مدن الجبل الأخضر من حيث المساحة والتعداد السكاني ويبلغ إجمالي سكانها 250.000 ألف نسمة بمتم سنة 2010، وهيا ثاني أكبر المدن في الشرق الليبي أو ما يعرف بأقليم ولاية برقة سابقاً.
بين عشية وضحاها أصبحت مدينة البيضاء مدينة منكوبة، فمنذ يومين تساقطت الأمطار على هذه المدينة،
فسببت فيضانات خلفت دمارا وخرابا، وسط إهمال على الأرجح أنه متعمد ممن تعاقب على رئاسة مجلسها البلدي، ضعف فى الأداء وعدم توقع للأسوء، من كل الحكومات الليبية والمسؤولين، إستمرت الأمطار قرابة الست ساعات، وكانت كفيلة بأن تجعلها فنيسيا من نوع آخر.

صرف صحي معدوم متهالك نراه، إذا مررت عليه أوحى لك بأنه صرف ولكن ليس بالصحي، تصرف الميزانيات و في كل عام يتكرر المشهد، و لا حياة لمن تنادي. إذا هطلت الأمطار فى أي بلد من بلدان ليبيا لايستغرق الوقت أقل من خمسة عشر دقيقة لتصبح المدينة بحيرة تطفح بالماء العذب الزلال.
مدينة البيضاء المنكوبة ليست وحدها المدينة الأولى في ليبيا التي تعاني ويلات الفساد، فهناك العاصمة طرابلس ومصراتة وبنغازي وغيرها من المدن الكثيرة.

إليك المنظر.. عند سقوط الأمطار مدن تعوم، بيوت تغرق لتشل حركة المرور وتصبح المدينة في عداد الأنقاض، ولا يخلو الأمر من حصد للأرواح أحيانا ناهيك عن الخراب والدمار، فبأي حق نجنى ما زرعه الفساد؟؟
بيد أن الأمر لا يستحق الكثير، معادلة يكون حلها بسيطا مع قليل من المسؤولية وتمكين للضمير من صاحب الرعية. تصبح الحياة بفضل الله هنية وإن من النعم ما تصبح في مجتمعنا نقما.

بواسطة
مهاجر قريرة إمحمد خلفل الله - ليبيا
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق