محمد السادس.. الملك الذي يقود سفينة بلاده بحنكة وحكمة ابهرت العالم

تاريخ المغرب يوثق لمراحل عدة، استهدف خلالها أعداء الدين والوحدة أمنه وموقعه الاستراتيجي، لكن ما رماه رام إلا وارتد السهم إلى نحره، بل تطور الوضع إلى خوض فتوحات في الزمن البعيد، كان أهمها دك طارق ابن زياد لحصون و متاريس الافرنج  في الأندلس.

إنها حنكة ملوك المغرب، الذين تعاقبوا على حكمه، ومن هذه الحنكة  استلهم  محمد السادس.

لو عدنا للزمن المشرق الذي تولى  فيه الحسن الثاني رحمه الله ملك المغرب، لهالنا كمُّ المنجزات التي تحققت في عهده، وأهمها كان استرجاع الصحراء المغربية بحكمة  وبعد نظر، بعيدا عن منطق الحروب وويلاتها،  مما اعتبر وقتها ضربا من الخيال.

و ينحو محمد السادس نفس المنحى في استكمال استرجاع الحقوق المغربية، التي تطاول عليها الجرذان منذ زمن، وذلك بدون إراقة قطرة دم، وبتبني ديبلوماسية دوخت أعتى الأنظمة في أوروبا و أمريكا، ومرغت في التراب أنوف العديد ممن كان يحسب لهم ألف حساب، حتى جعلت العالم برمته، أعدائه قبل أصدقائه، يضرب أسداسا في اخماس من  هول المفاجأة.

فعندما يكون لك حق مسلوب و تسأل الله المعونة، فإنه عز و جل يلهمك  من حيث لا تحتسب و من هنا نبع سر الدبلوماسية الملكية.

طفت في الآونة الأخيرة على الساحة في المغرب، و بشكل متسارع أحداث كثيرة ومصيرية تربك كل محنك وضليع في حيثيات السياسة، لكن المغرب  في شخص ملكه المحنك، وحاشيته من طينة ناصر بوريطة،  هذا الرجل الأسطورة الذي أذهل دولا برمتها، يفاجئ العالم في كل حين بترتيبات تشد عن الوصف.

فلو كانت هناك دولة أخرى غير المغرب، تعرضت لما تعرض له هذا الأخير، حيث وجد نفسه خلال ظرف قياسي أمام تحديات ملغومة، لانهارت من هول الفاجعة.

لكنه المغرب وملك المغرب الذي استلهم المقولة المشهورة: “أين المفر البحر من ورائكم و العدو أمامكم”، ولسان حاله يقول: “لسنا في موقف الفرار، فالعدو نقهره والبحر نصارع أمواجه محصنين بدعم الخالق لنا، و بإيماننا أنه ما ضاع حق وراءه طالبه “.

إنها الدبلوماسية المغربية التي انتهجت من بين ردود أفعالها سياسة التروي والصمت والحذر والتأني والتريث، مما ولد لدى الأعداء نوعا من الحيرة و التشويش.

هذ الأسلوب  الذي مكنها من ترتيب الأولويات  في التعامل مع القضايا المصيرية: الصحراء، سبتة ومليلية، و كل الثغور المحتلة في أفق  النصر النهائي.

إنه الصمت  و الهدوء الذي يسبق العاصفة.. تكتيك حير أذهان العالم و قلب عنده كل الموازين.

لا يحق لنا إلا أن نفخر بملكنا، فشكرا محمد السادس وشكرا كل جنود الخفاء، وعاش المغرب حرا قويا آمنا.

 

بواسطة
فاطمة حطيب - الدار البيضاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق